656 - 4 القاعدة الثالثة: ان قوة التأثير في غير الحق بسبب ابتهاجه به وبحسب قربه منه - لعدم الواسطة أو لقلتها - وذلك مراعى في كل من المرتبة العقلية والنفسية والمثالية والجسمية، وكما أن القلم الاعلى واسطة للكل، فالنفس الكلية واسطة لما تحتها، وكذا العرش بالنسبة إلى عالم الأجسام وحركته لحركتها. لذا قال في الاشراق: فالبرازخ السافلة خاضعة للبرازخ العالية متأثرة عنها طبعا.
657 - 4 فان قلت: فينبغي ان يكون الابعد أقوى تأثيرا من الأقرب لتضاعف آثار التجليات فيه تارة من الحق بالوجه الخاص واخرى من كل واسطة من الوسائط؟
658 - 4 قلنا: أجاب عنه في الاشراق بان كثرة الأنوار الفائضة والاشراقات العارضة لا تعادل قوة كمال الجوهر، فهي مع قلة الأنوار العارضة أشرف وأقوى من نقصانه مع كثرتها، فالنور الأخس ما عنده الظلمات، فالأقرب إلى الظلمات أبعد عن الكمالات النورية.
659 - 4 القاعدة الرابعة: في كيفية انبعاث حركة الأفلاك عما ينال نفوسها بالاشراقات والأشعة القدسية المدبرة، أعني التجليات الإلهية الأسمائية كانت بلا واسطة أو بواسطة المظاهر المتسلسلة.
660 - 4 قال في الاشراق وشرحه: كحال الانسان في انفعال بدنه بالحركة عما يحصل في نفسه من الهيئات، كالمناجى مع نفسه بأمور عقلية تحرك لشئ من أعضائه بحسب ما يتفكر فيه، دلت التجربة عليه، ولهذا ما يؤدى طرب النفس إلى تصفيق ورقص وحركات متناسبة، فكذا نفس الفلك إذا انفعلت باللذات القدسية ينفعل بدنها بالحركات الدورية المناسبة للاشراقات النورية، كما يدوم اضطراب البدن لأهل المواجيد بدوام البارقات الإلهية الواردة على نفوسهم، كذلك يدوم مواجيد نفوس الأفلاك بدوام الاشراقات النورية على نفوسهم، فالتحريكات معدة للاشراقات والاشراقات موجبة للحركات الاخر - فلا دور - وجميع اعداد الحركات والاشراقات مضبوطة بعشق