فلم يقو النار على تليينه فضلا عن تسييله، وهذا مثال العنصر الأرضي الباقي في المركب - لعدم قابلية الصعود - لا لان حرارة التجلي تقتضى ذلك.
679 - 4 فان قلت: كيف يعمل النار في الماء ويؤثر في تسييله، وفي الأرض بلا اثر ظاهر وليس فيهما الا البرودة؟
680 - 4 قلت: ذلك ممنوع لما ثبت: ان كل شئ فيه كل شئ، لكن قد يظهر اثره وقد لا يظهر، ومما يدل على أن كل عنصر فيه كل كيفية، دلالة لمية ان الطبيعة الملزومة لكل منها قائمة، ودلالة انية جريان الكون والفساد بالتلطيف والتكثيف بين العناصر كلها بوسط أو غير وسط، وكذا الاستحالة، إذ لولا القابلية لما تحققتا، والقابلية الوجودية اثر قابلية الماهيات وذلك أزلي غير مجعول، فبالنظر إلى الحقيقة الغيبية الالية الأصلية، كل منهما جامع للاضداد وفيه قول الخراز انه عرف الله بجمعه بين الضدين.
681 - 4 فنقول: من المقام الذي هذا لسانه تطلع على أشياء:
682 - 4 الأول: على علة دوران الأفلاك، وهى الحاح التجليات الأسمائية واشراقات العقول العالية على نفوسها الكلية بأشعتها القدسية في القابل البسيط الجمعي الاحدى في أعلى مراتب الالتحام واللطافة في الأفلاك الأربعة أو الاثنين وفي أقرب مرتبة منه في الأفلاك السبعة التي تحتها، لان طبيعتها عنصرية تفصيلية - بخلاف الأربعة - غير أنها من أخلص العناصر واصفاها واعدلها وأقواها، لا ان كلا من عنصر واحد، فذلك لا يمكن، لان تخلل الهباء إحدى جمعي، لكن الغالب واحد منها والثلاثة بحسبه والتركيب وحداني جمعي، ولذا لا يتسلط عليها الحقائق المتباينة والمتضادة بالافساد بحسب دوامها بالانخرام، بل سيطرأ الفساد من حيث اعراضها الصورية وكيفياتها النورية العرضية إذا قامت القيامة وطاف طوفان العنصر الناري فكانت السماء وردة كالدهان، وتغيرت بالطي صور نضد طبقاتها وأنوارها، لأنها لا يقوى قوة الأفلاك الأربعة، ثم دوام ذلك الدوران لدوام الالحاح المبنى على دوام الالتحام، ثم هذا الدوران إرادي بالنظر إلى نفوسها وقسري بالنظر إلى أنه حكم الجمع