التي هي مفاتيح الغيب الوجودي والكنز الجودي والمعينة بذواتها واحكامها خصوصية كل ما ينسب إلى الجناب الرباني والمقام الامكاني، إذ ليس أمر ثالث غير حضرة الوجوب والامكان ينسب إليه ما ذكرنا - تم كلامه - 635 - 4 وانما قلنا: بواسطة ما ذكر من المراتب الأسمائية والمظاهر الامكانية، فاما لانتساب التأثير ظاهرا إلى المظاهر الروحانية أو الطبيعية من حيث السبب العادي أو من حيث الشرطية في الاعداد، ومن حيث خصوصية مظهرية الحق بعد تأثيرها حقيقة في الظهور، واما لانتساب خصوصية الأثر وتعينه إليها دون ظهوره، واما لانتساب ظهور الأثر إلى التجلي الاحدى الظاهر في مظهريته - وهذا هو الحق كما مر - 636 - 4 وانما قلنا: مضافا إلى ذلك المذكور تأثير حركة العرش الظاهرة، أي الحسية - لما سيجئ - وروحه، وهو العقل الأول - كما مر في كلام الجندي - وصورته المثالية المظهرية، لما مر ان الأرواح العالية تؤثر من حيث مظاهرها المثالية في تعين الأجسام البسيطة، فللمظاهر مدخل في ذلك أو صورته الجسمية، وكل ذلك لما مر في مفتاح الغيب: ان مظهر قدرة الحق وآلة حكمته في فعله نسبته، ومحل ظهور سر القبض والبسط والابداء والاخفاء والكشف والحجاب الصوري النسبي الذي به يفعل ما ذكر - لا مطلقا - هو العرش المجيد. هذا كلامه.
637 - 4 ولا علينا ان نذكر لايضاح اسراره من القواعد الاشراقية عدة تصلح عدة لا نفاس محجوبة، عسى ان تذكر اذواقها مدة.
638 - 4 القاعدة الأولى: ما مر ان الحق سبحانه من حيث حبه الأصلي لتجليه الكمالي الأسمائي لا سيما من حيث جوده الذاتي أيضا يقتضى ظهور الأثر عنه، ولا ينتج هذه المقدمة الواحدة الا إذا انضم إليه الطلب القابلي بلسان الاستعداد الحالي، وهذا ما يقال: إن الاشراق للنور ذاتي دائم الحصول منه على كل قابل حسب قابليته، وامر الكون انما ينتظم بان يكون لكل علة نورية بالنسبة إلى المعلول محبة وقهرا وللمعلول بالنسبة إليها محبة وذلا.