639 - 4 وحاصله: ان الذي منه سبحانه هو الظهور لا غير، فاختلاف الظهور تقدما وتأخرا وشرفا وخساسة وقربا وبعدا بحسب مراتب القوابل.
640 - 4 فالكائن الأول لا بد ان يكون عقلا، إذ لا خسة فيه الا جهة ظلمته الامكانية المشتركة بين جميع الكائنات، بخلاف ما يليه حسب تثنى جهة امكانه بجهة افتقار تمام استعداده إلى الواسطة، وكذا يتضاعف جهات الفقر حسب تضاعف الوسائط، فلذا قالوا:
لما اشتمل نسبة النور الأقرب إلى نور الأنوار على أنه عاشق له وذاك قاهر له، بحيث يعجز عن اكتناهه والإحاطة به، سرت في جميع الوجودات، فصار العز اللازم لقهر العالي والذل اللازم لمحبة السافل من حيث انتساب كل إلى الاخر واقعا على كل أزواج، كما قال تعالى:
ومن كل شئ خلقنا زوجين (49 - الذاريات) 641 - 4 فلذلك انقسمت الجواهر إلى الأنوار والأجسام، وهى إلى الفلكي والعنصري، والفلكي إلى السعد والنحس والعرش والكرسي والنيرين - الشمس والقمر - والعنصري إلى أقسام ينتهى إلى الذكر والأنثى، انقسام الأنوار إلى عال قاهر وسافل مقهور، فان الأنوار تنقسم إلى القاهرة - وهى التي لا علاقة لها بالبرازخ لا بالانطباع ولا بالتصرف - وإلى مدبرة للبرازخ - وان لم يكن منطبعة فيها - وهى النفوس الناطقة مع هيئاتها النورية التي يحصل من كل صاحب صنم في ظله البرزخي باعتبار جهة نورية، ويحصل البرزخ وهيئته الظلمانية مما يحصل منه المدبر، لكن بجهة فقرية إذا كان البرزخ قابلا لتصرف نور مدبر، وذلك بتمام استعداده.
642 - 4 ثم الأنوار القاهرة تنقسم إلى الأعلين - وهى الطبقة الطولية المترتبة في النزول العلى، غير حاصل منها شئ من الأجسام لشدة نوريتها وقربها من الوحدة وقلة الجهة الظلمانية فيها - وإلى أنوار قاهرة صورية أرباب الأصنام النوعية الجسمانية - وهى الطبقة العرضية المتكافئة الغير المترتبة في النزول - فهي المتوسط في نعت الصور - مثالية كانت أو حسية - لان تضاعف التنزل أورث كثافة اعتدلت بها النورانية مع الجسمانية الظلمانية، فاثرت في تصوير الأرواح والأجسام.