لكل موجود أزلي، كما علم مما قال عليه وآله السلام: جف القلم بما أنت لاق، وعليه يبتنى أيضا ان تعلق علمه بالجزئيات على وجه جزئي - لكن من حيث الظاهر - كما قال تعالى:
ولنبلونكم حتى نعلم (31 - محمد) وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم (143 - البقرة) ومع الفرق بين نسبة علم الشئ إليه من حيث إنه علمه بنفسه، وإن كان من حيث المظهر وبين نسبته إليه من حيث علمه المتحقق بتحقق علم المظهرية، إذ قد لا يطابق الثاني الأول، لانصياع كل ظاهر بحال المظهر من حيث ظهوره به، وبقاء الأول على قدسه الأصلي.
186 - 4 فان قلت: قد عرفت مما أشير إليه فيما سلف سوغان العلم بحقيقة الحق بمعرفة حقائق الحقيقة الجامعة التي هي إذا نسبت إليها مجموعة في العلم عينها كما مر، وقد قيل هنا بان المركبات في كل حضرة حتى في حضرة الحقائق غير متناهية، فكيف يعلم حقائق الأشياء وهى تتناهى؟
187 - 4 قلت: معرفة الشئ من جهة كونه لا يتناهى أو لا ينضبط، انما يكون بمعرفة انه غير متناه وغير منضبط، والا كان جهلا لا علما، فمعرفة الحق من حيث أمهات شؤونه وكليات حضراته وأصولها الحاصرة واقعة كشفا وشهودا لمن وفق لها، اما معرفته من حيث ظهوراته الجزئية في التراكيب اللامتناهية لحضراته، فمعرفة انه من حيثها لا متناهية ولا محاطة فذلك أيضا واقع.
الأصل الخامس في كشف الاسرار الإلهية المتعينة من الأسماء الذاتية بحسب جمعيات المراتب والحقائق الكونية والحضرات الكلية أو الجزئية وهى النشآت المعنوية التي لتعينها بحسب المجالي والمظاهر يسمى بنسبتها إليها في كل مرتبة بأسماء وبالنسبة إلى الحضرات الربانية الظاهرة بها بأسماء 188 - 4 فنقول: ان للحق سبحانه لا من حيث اطلاقه وذاته الغنية عن العالمين، بل من حيث أسمائه الذاتية العامة النسبة إلى المتقابلات لكليتها واطلاقها التي إذا نسبت مجموعة إلى