التعينات وفي كل مقام من المقامات الكلية لا نهاية لها. وفي التفسير: التركيبات الجزئية من الحروف الإلهية والانسانية لا تتناهى، وانما يتناهى أصولها وكلياتها، فنتائجها - أعني الصور والكلمات واحكامها اللازمة - لا نهاية لهما، وإن كانت راجعة إلى أصول حاصرة، كالأسماء الذاتية التي هي مفاتيح الغيب التي كلياتها الحضرات الخمس كما مر، وإلى أمهات متناهية، كالأمهات السبعة لأسماء الألوهية التي هي سدنة الأسماء الذاتية وظلالاتها.
177 - 4 فحاصل الكلام: ان الامر الذي يدور عليه ظهور التجلي الذاتي الاحدى في صور التعينات اما اجتماع عدة معان - وهو في التركيب المعنوي - واما اجتماع اجزاء جسمانية - وهو في التركيب المادي - أو حقائق وقوى روحانية نورانية أو مثالية هو في الشبيه بالمادي، كل من ذلك على نحو خاص لم يكن من قبل ليحدث الظهور بحدوث التركيب كما مر.
178 - 4 فان قلت: قول الشيخ قدس سره في المفتاح والتفسير لم يكن قبل مشعر بان لكل تركيب عدما سابقا وأن يكون كل تركيب حادثا مسبوقا بالعدم، سواء قيل بأنه سبق زماني ويفسر الزمان بصورة النسبة الامتدادية المعتبرة صفة للوجود الحق المسماة دهرا أو بمتجدد بقدرته، أو لم يقل بأنه زماني بل ذاتي، كتقدم بعض اجزاء الزمان على بعض، وفي ذلك شبه:
179 - 4 الأولى لزوم تعطيل الصفات وهو عدم تعلقها بالفعل لعدم متعلقها، وقد أسلفنا فيما مر عن قريب من كلام النفحات ان التعطيل محال.
180 - 4 الثانية ما مر في الأصول ان التأثير إذا لم يتوقف على شرط يدوم الأثر بدوام المؤثر، وان توقف فيدوم بحسب دوام الشرط، فالقلم الاعلى لكونه اثرا للحق بلا واسطة كوني يدوم بدوام الحق، وكذا ما يكون شرط وجوده هذا الدائم أو لازمه الدائم وهلم جرا إلى أن تتوسط الحركة الدائمة بنوعها الحادثة باجزائها، وقد مر.
181 - 4 الثالثة ما مر ان المتضايفين كالرب والمربوب والاله والمألوه متكافئان من حيث الإضافة تعقلا ووجودا، فكيف التوفيق بين هذه الأصول وكيف يتطابق ما هنا وما سبق في الفصول؟