جهة التربية والوجود الظاهر فيها كما قال: الحمد لله رب العالمين (1 - الفاتحة) و: ان ربكم الله (54 - الأعراف)، والاسم (الرحمن) لعموم تعلقه من جهة الوجود فحسب، كما قال تعالى: وان ربكم الرحمن (90 - طه) 227 - 4 والخاص هو ما ذكرنا: ان ما تعين وجوده من حضرة اسم كان ربه الخاص، فلا جرم كان مشرع وجود الكمل من الأنبياء والرسل والأولياء من بحر التجلي الثاني المشتمل حقيقة كل منها على حقائق الكل، ولكن مع اثر خفى من حكم تميزه واختصاصه، فالتجلي الثاني من حيث ذلك الأثر ربه، ومن قارب الكمل حيطة وذوقا منهم يكون منبع الوجود المضاف إليه من عين هذه الأصول، لكن من حيث احكام كثرتها ولكن مع اثر خفى من حكم الحيطة على عكس الكمل، فذلك الاسم يكون ربه.
228 - 4 واما من دون هذه الطبقة يكون مورد وجودهم من ابحر هذه الأصول أو أنهر فروعها أو جداول تلك الانهر أو السواقي أو الحياض أو الجرار أو الكيزان إلى قطرات غير متناهية، فبحسب الاستعداد يكون تعينهم أولا ومرجعهم اخرا.
229 - 4 واما نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فله المنهل الاعلى وهو التجلي الأول الذي هو نوره أولا وربه ثانيا، وهو أصل جميع الأسماء والتعينات العلمية والوجودية ومنتهاها، كما قال تعالى: وان إلى ربك المنتهى (42 - النجم) وقال تعالى: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى... الآية (109 - الكهف) فان ربه هو التجلي الأول الذي هو مسمى (هو) وباطن الاسم (الله) ومنتهى جميع التعينات وإليه يرجع الامر كله، وكلماته الأسماء الذاتية المسماة بمفاتيح الغيب وهو أصول الأسماء السبعة الأئمة وحقيقة البحر الذي ينفد دون نفادها، وباطنه انما هو بحر التجلي الثاني المنتشأة منها الأبحر السبعة، المنتشأة لانهار وجداول لا تتناهى، وهى كلماتها التي هي تعيناتها المتنازلة. هذا كلامه.
230 - 4 ثم نقول: ثم الاسم (الرحمن) - أعني صورة الوجود الإلهي من حيث ظهوره لنفسه - ينبسط نوره، فان النورية حالة خاصة لازمة للوجود، على الممكنات المعلومة، أي