المرتبية، كما بين مؤمن ومؤمن من جهة الايمان، ومنهم المتحابون في الله، والا فهي المحبة الصفاتية كسائر التعلقات الحبية.
648 - 3 ولما كان الحال والفعل والمرتبة راجعة إلى الصفات، كان أصلها صفاتية، فانحصرت المحبة في قسمين: ذاتية وصفاتية، الا ان الفعل أشد خصوصية بالصفة لابتناء صفة (1) التكوين عليه، لذا قد يفرز قسما ثالثا، ويكون تقسيم المحبة مثلثا كتقسيم التجلي. هذا كلامه.
649 - 3 فاعلم أن المذكورة في الأبيات هي القسمان:
650 - 3 الأول: الذاتية، أي التي في مرتبة الأحدية، وهى لا يوصف ولا يرسم، بل هي عين الذات غير ممتازة عنها كسائر الحقائق الأصلية ومنها قيل:
تعالى العشق عن همم الرجال * * وعن وصف التفرق والوصال متى ما جل شئ عن خيال * * يجل عن الإحاطة والمثال 651 - 3 وقد قال صلى الله عليه وآله: تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في ذات الله.
652 - 3 والثاني الصفاتية، أي الأسمائية في حضرة الواحدية وهى متميزة عن الذات امتيازا نسبيا كسائر الصفات، ولكنها من الوجدانيات ليس ما ذكره القوم في تعريفاتهم الا تنبيهات بلوازمها أو ببعض اعتباراتها، كقول بعض الحكماء: ابتهاج بتصور حضور ما هو كمال للمدرك، فان الابتهاج لازمها - لا مطلقا - بل عند تصور المحبوب، وقول بعضهم:
عمى المحب عن عيوب المحبوب، وهو لازم يختص بالمحبة الكونية. وقال الحسين الحلاج: صفة سرمدية وعناية أزلية. وقال عمر بن عثمان المكي: سر أو دعه الله في قلوب المخلصين.
653 - 3 والقولان للمحبة الإلهية ومع (2) ذلك فالأولى ان يقسم إلى الإلهية التي هي الذاتية أو الصفاتية باقسامها الأربعة، وإلى الكونية التي تسمى الآثارية التي هي في الحقيقة لمكونها كما قال: