النسبي، لذلك يترتب على الليل والنهار غلبة النوم واليقظة لا الحجاب المعنوي، لان الرؤيا الصادقة حقه عقلا وشرعا وكشفا، وخلاف المعتزلة لا عبرة به، وذلك المظهر والآلة هو الذي يفعل به الحق سبحانه ما ذكر لا مطلقا، كما في خلق العرش هو العرش المجيد، وانما وصف بالمجيد لان المجد في صفات الله العظمة الفعلية، والعرش مظهر الافعال العادية حيث قال تعالى: الرحمن على العرش استوى (5 - طه) والرحمانية كما مر صورة الوجود من حيث ظهوره لنفسه الذي هو الايجاد، فيوصف بوصف الظاهر فيه.
667 - 3 ومن هنا يعلم أن أفعال الحق سبحانه قسمان: أحدهما سببية منوطة بالآلة، وهى المختصة بما يسمى جرى العادة الداخلة من الكائنات تحت انتظام الأسباب والمسببات ويبتنى عليه العلوم العادية ويزعم أنها قطعية لقوله تعالى: ولن تجد لسنة الله تبديلا (62 - الأحزاب) وهو صحيح فيما إذا علم أنها سببية عادية وليست من القسم الثاني الغير المنوطة بالأسباب والوسائط، وهى الافعال التي تحصل بالوجه الخاص لكل موجود إلى الحق تعالى، الذي اطلع عليه المحققون، لذا لا تضبطه العقول.
668 - 3 ومنه ما يسمونه بالخاصية لعجزهم عن معرفة سببه، كجذب المغناطيس للحديد وخواص الاحجار وغيرها، وهذا الفعل هو المختص بخلق نفوس الأسباب والآلات وبالأمور الكشفية الخارقة للعادات المسماة بالمعجزات والكرامات، ولان الافعال السببية من الابداء والإعادة وغير ذلك مما تريد منوطة بالعرش المجيد.
669 - 3 قال سبحانه مبديا سر هذا الامر: لمن كان له قلب - يعقل لا لمن لهم قلوب لا يعقلون بها - أو لمن القى السمع - لسماع يقبل الحق لا لمن لهم اذان لا يسمعون بها - وهو شهيد (37 - ق) - حاضر لما يسمعه غير غافل ولا مغفل - قال: إن بطش ربك لشديد (12 - البروج) لما مر من قهره كل شئ لقوته سبحانه وضعف ذلك، انه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود (13 - 14 - البروج) بالمعاني السابقة، ذو العرش المجيد (15 - البروج) الذي هو آلة بطشه الشديد.