قلنا: بالمحبة يبدئ الكائنات من جهة كونه محبا بالمحبة الجمالية المعبر عنها ب: أحببت ان اعرف، و: ما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون (56 - الذاريات) أي: ليعرفوني، وتلك المحبة بعينها تبديد للكائنات، أي تعرفه لهم بالكمالات الأسمائية المقتضية لمعرفة الذات بها، و أيضا بالمحبة من جهة كونه سبحانه محبا بالمحبة الذاتية الجلالية ومحبوبا للمستكملين المتوجهين إليه بنسب أسمائه وصفاته يعيد ما أبداه، فلاختصاص الحياة بالضرورة وانقسام الموت إلى الضروري والاختياري على ما قال صلى الله عليه وآله: موتوا قبل ان تموتوا، خص الابداء بمحبته وعلق الإعادة بكلا الامرين - أعني المحبية والمحبوبية - ولكون الإعادة بالمحبة الجلالية شملت كل شئ كما قال تعالى: كل شئ هالك الا وجهه (88 - القصص) قال:
الا كل شئ ما خلا الله باطل * * وكل نعيم لا محالة زائل 665 - 3 وذلك لان كل شئ مقهور تحت قوة بطشه لقوة فعله وضعف المنفعل، 666 - 3 ثم نقول: ومظهر قدرته العامة الايجادية وآلة حكمته التي في أفعاله العادية لا في مطلق أفعاله كما في خلق العرش والأرواح العالية أو التي آليتها يجرى سنته تعالى على الفعل بالمظاهر لا لعجزه عن التأثير بدونها، كما في العباد، ففي (1) على الأول لبيان محل الآلة وعلى الثاني (2) لبيان سبب توسطها كما في قوله تعالى: ولكم في القصاص حياة (179 - البقرة) ومحل ظهور سر القبض والبسط، كما جمع بينهما بعد قوله تعالى: تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل - في قوله تعالى - تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي (27 - آل عمران) وسر الابداع والاخفاء، وعليه بناء الايلاجين وسر الغيب والشهادة، ولذلك يظهر غيب البعض وشهادة البعض بسره الدوري، وسر الكشف والحجاب الصوري