منحصرة في خمسة أقسام، كانت أقسام المحبة أيضا خمسة، لكن مرجعها إلى القسمين المذكورين في أبيات الصديقة الصغرى الرابعة العدوية:
أحبك حبين: حب الهوى * * وحبا لأنك أهل لذاكا فاما الذي هو حب الهوى * * فذكرك في السر حتى اراكا واما الذي أنت أهل له * * فشغلي بذكرك عمن سواكا فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا 642 - 3 أقول - ان المحبة الذاتية التي هي حكم المناسبة الذاتية التي لا يعلم سببها واصلها ذكرك إياي في عالم السر الذي هو عالم الحقائق وحضرة المعاني بالتوجه الحبى لطلب الظهور والاظهار والدروج في مدارج الأنوار حتى ترتب عليه شهودك نفسك في مظهري بعينك في مظهريتي.
643 - 3 والمحبة الصفاتية: انك أشغلتني بذكرك عمن سواك من الأغيار لطلب وصول الأصول الأسمائية والعروج إلى معارج الاسرار لتكون أنت الذاكر والمذكور بكل من فنون الاذكار، فلك الحمد أوله واخره وقله وجله.
644 - 3 ثم قال: (1) وجه الحصر في الأقسام الخمسة: ان هذه النسبة المسماة بالمحبة إن كانت ناشئة من عين ذات المحب والمحبوب بلا اعتبار معنى أو صفة زائدة، فهي مناسبة ومحبة ذاتية، وإن كانت ناشئة من الذات من حيث اعتبار معنى أو صفة:
645 - 3 فاما ان يتعدى اثر ذلك المعنى أو الصفة إلى الغير وهى الفعلية - كما بين الكاتب ومكتوبه أولا - 646 - 3 فاما ان لا يكون لذلك المعنى ثبات ودوام فيما ظهر فيه، فهي الحالية - كما يظهر في حال الوجد والسماع بين شخصين - ويخفى بانتهاء تلك الحالة، أو يكون له دوام.
647 - 3 فاما ان يكون حكم المرتبة ظاهرا وغالبا حال تحقق النسبة الحبية، فهي