لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله (1)، وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يبغض الأنصار جل يؤمن بالله واليوم الآخر (2)، وروى مسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " حب الأنصار آية الإيمان وبغضهم آية النفاق " (3).
ولأن عليا والأنصار على أرضية واحدة كان أبو سعيد الخدري يقول: " إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب " (4)، وقال النووي في شرح مسلم: إن من عرف مرتبة الأنصار وما كان منهم في نصرة دين الله والسعي في إظهاره. وعرف من علي بن أبي طالب قربه من رسول الله وحب النبي له، وما كان منه في نصرة الإسلام، ثم أحب الأنصار وعليا كان ذلك من دلائل صحة إيمانه، ومن أبغضهم كان ضد ذلك واستدل به على نفاقه وفساد سريرته (5).
والنظر إلى الأنصار لا ينبغي أن يحمل على أن جميع الأنصار في دائرة الإيمان. لأن كل قاعدة بها وتد للنفاق، قال تعالى: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) (6)، والمعنى وممن حولكم أو حول المدينة من الأعراب الساكنين في البوادي منافقون مرقوا على النفاق ومن أهل المدينة أيضا منافقون معتادون على النفاق لا تعلمهم أنت يا محمد نحن نعلمهم - لذا فدائرة الإيمان على أرضية الأنصار لا ترى إلا على طريق علي بن أبي طالب. فعلي إنسان فطري رباه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وغرس فيه القيادة كما غرس صلى الله عليه وآله في