عليا (1)، وعن حذيفة بن اليمان قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه فرأيته يستند إلى علي بن أبي طالب. فأردت أن أنحيه وأجلس مكانه فقلت: يا أبا الحسن ما أراك إلا تعبت في ليلتك هذه فلو تنحيت فأعنتك. فقال النبي صلى الله عليه وآله: دعه فهو أحق بمكانه منك " (2).
وكما ذكرنا لقد تحدث الناس في عصر الصحابة عن وصية النبي لعلي.
ولكن الوصايا وصلت إلينا مبتورة. وصحيح أن أم المؤمنين عائشة ذكرت أن النبي لم يوصي لعلي. وصحيح أيضا أن عليا كان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله. وفي الحديث أنه مال برأسه على النبي وأن النبي حدثه سرا. وفي الحديث الصحيح. أن عليا قال: إن مما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أن الأمة ستغدر بك بعدي " (3).
ورحل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، رحل النبي الأمي العربي القرشي الهاشمي المكي المدني ونشهد أنه أدى الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في سبيل الله حتى آتاه اليقين فجزاه الله خير الجزاء ونسأله سبحانه أن يحشرنا تحت لوائه يوم القيامة والمؤمنين أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.