أو لا تستغفر لهم) فاخترت " (١).
إذا، فعمر لم يدع الإلهام فيما صنع مع النبي صلى الله عليه وآله، بل اعترف بما ارتكبه من خطأ وهفوة في الإسلام لا نظير لها، فليذهب إذا الإلهام أدراج الرياح، وليبق الاعتراف بالخطأ فضيلة لأبي حفص.
ضرب عمر لمبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله غير أنه لم تكن هذه الهفوة هي الوحيدة التي صدرت من جانب أبي حفص تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله، فعندما أمر النبي صلى الله عليه وآله أبا هريرة بقوله: " إذهب، فمن لقيته يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، فبشره بالجنة ". فكان أول من لقيه عمر، فسأله عن شأنه، فأخبره بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله. يقول أبو هريرة: " فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لإستي، فقال:
إرجع يا أبا هريرة، فرجعت إلى رسول الله، فأجهشت بكاء، وركبني عمر وإذا هو على أثري، فقال لي رسول الله: ما لك يا أبا هريرة؟ فقلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به، فضرب بين ثديي ضربة خررت لإستي فقال: إرجع. فقال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: يا عمر! ما حملك على ما فعلت؟ ملء الفراغ قال: يا رسول الله، أبعثت أبا هريرة بأن من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه يبشره بالجنة؟!
فقال رسول الله: نعم.
قال: لا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلهم يعملون... "!
وهذه المرة كان عمر الآمر والنبي صلى الله عليه وآله مأمورا ومطيعا! وانعكس قوله تعالى ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول﴾ (2)! فعمر - كما أوضحنا سالفا - لم يكن يأنس في النبي صلى الله عليه وآله العصمة.
وهذا مما فتح الباب واسعا لاعتراضاته على النبي صلى الله عليه وآله، بل إنه قد نهى النبي صلى الله عليه وآله عما يريد فعله!
.