النبي صلى الله عليه وآله لعمر: " فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر الله له لزدت " ولذا صلى النبي صلى الله عليه وآله وقام على قبره.
فاستدلال عمر بتلك الآية على منع الصلاة على المنافقين ليس في محله، بل خطأ هو بليغ سقط فيه ابن الخطاب.
وأما آية المنع عن الصلاة على المنافقين والنهي عن القيام على قبورهم فلم تكن قد نزلت قبل صلاة النبي صلى الله عليه وآله على ابن أبي، فعمر قد فهم من آية عدم فائدة الاستغفار منع الصلاة، فقال للنبي صلى الله عليه وآله: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟! فمتى نهى الله نبيه عن الصلاة على المنافقين قبل الصلاة على ابن أبي؟! فلعلها آية في القرآن نسيها أو خالفها النبي صلى الله عليه وآله ولم ينسها أو يخالفها ابن الخطاب!! ولعله من إلهامه الذي يفتقر إليه النبي صلى الله عليه وآله!
فقوله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) هو النهي عن الصلاة على أموات المنافقين والقيام على قبورهم، وهذه الآية نزلت بعد صلاة النبي صلى الله عليه وآله على ذلك المنافق، ولم يقع نهي صريح (1).
يقول عبد الله بن عمر: "... فجاء النبي [صلى الله عليه وآله] ليصلي عليه [أي على ابن أبي] فجذبه عمر، فقال له: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال لك: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)؟! [قال عبد الله بن عمر:] فنزلت [بعد ذلك]: ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) (2). إذا، فقد نزلت هذه الآية بعد تمام الصلاة، كما هو واضح.
أما الأمر الثاني: الذي قصرت أفهام عمر عن إدراكه، فهو الحكمة التي تضمنتها صلاة النبي صلى الله عليه وآله على ابن أبي المنافق..
فمن المعروف أن النبي صلى الله عليه وآله - في سبيل استئلاف الناس وترغيبهم في الإسلام - كان يبذل قصارى جهده ومنتهى سعيه ويبخع نفسه من أجل أن تشملهم نعمة الإسلام، .