ولقد وقعت هذه الحادثة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بأربعة أيام، إذ توفي صلى الله عليه وآله بعدها في يوم الاثنين.
أخرج البخاري، عن عبد الله بن مسعود، عن ابن عباس: قال: " لما حضر رسول الله (ص)، وفي البيت رجال كان فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي (ص): هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده.
فقال عمر: إن النبي [صلى الله عليه وآله] قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله..
فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر.
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي (ص) قال لهم: " قوموا "..
- قال ابن مسعود -: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم " (1). وروى هذا الحديث مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده أيضا (2) لقد ذكر أن عمر قال: " إن النبي قد غلب عليه الوجع ". وفي الحقيقة أن هذه العبارة ليست هي التي ذكرها عمر على التحقيق واصفا بها رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنما هي معنى ما تفوه به ابن الخطاب في رده على طلب النبي صلى الله عليه وآله!
وهذا ما يؤكده حديث أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجواهري، حيث يروي عن ابن عباس أنه قال: " لما حضر رسول الله الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: ائتوني بداوة وصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، قال: فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله (ص). ثم قال [أي عمر]: عندنا القرآن، حسبنا كتاب الله!
فاختلف من في البيت واختصموا، فمن قائل: قربوا يكتب لكم النبي، ومن قائل ما قال عمر [أي الكلمة التي تعني أن الوجع قد غلب على النبي صلى الله عليه وآله]. فلما أكثروا اللغط واللغو .