الباب الأول الاقتداء بأبي بكر وعمر من المعلوم أن الأساس الذي تدور عليه الحجية - سواء كانت حجية نص أو حجية شخص - هي العصمة، فحجية القرآن لعصمته، فهو ﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه﴾ (١). وحجية النبي (صلى الله عليه وآله) لعصمته (صلى الله عليه وآله)، لكونه ﴿لا ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾ (٢). وحجية أولي الأمر لعصمتهم التي بسببها وجبت على الناس طاعتهم، وذلك لقوله تعالى: ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ (3).
وأما ما كان غير ذلك من كلام أو أشخاص فلا حجية فيه، فإذا وضح ذلك.. فما الحجية في قول أو فعل وسيرة أبي بكر وعمر؟. فمن يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) باتباع سنته وقوله وفعله لا بد أن يكون معصوما، ولا يمكن لشخص معصوم أن يرتكب أخطاء مما يرتكبه الناس. ومن يقع فيما يقع الناس فيه من أخطاء لا يتميز عنهم بشئ، وبالتالي لا يرى الناس لزوما للخضوع له والعمل بأمره ونهيه، ولا ترتاح النفوس لاتباعه، بل يصبح عرضة لانتقادهم واعتراضاتهم، فالذي يقع في الخطأ لا يستطيع أن يمنع الناس عن