" أنا القرآن الناطق ". وقوله هذا فيه إشارة إلى وجوب اتباع الإمام كوجوب اتباع القرآن لا سيما الناطق منهما.
ولهذا نرى أن حديث الثقلين ينسجم تماما مع آية التطهير، الأمر الذي يؤكد نزولها فيهم، ويظهر بكل وضوح مدى خطأ المستصغرين لشأنهم، والجاهلين بأمرهم، والتاركين الاقتداء بهم، والمائلين عنهم إلى غيرهم.
والرسول يقول: " واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العين من الرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين " (1)، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
دلالة " حديث السفينة " على عصمة العترة قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح: من ركبها نجا " (2).. عن حنش بن المغيرة، عن أبي ذر.
يقول ابن حجر: " وجاء من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضا [قول النبي صلى الله عليه وآله]:
" ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح: من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق " (3).
إن صراحة التعبير، ووضوح معاني الألفاظ في حديث السفينة.. إلى جانب أنه يقطع العذر على الناس في عدم الاقتداء بالعترة، وفي ترك اتباع أهل البيت النبوي، وإلى جانب أنه يقيم الحجة كاملة على من ركبته العصبية، وامتطته الأهواء النفسية والنزعات القبلية.. فهو يقسم الناس إلى فرقتين لا غير: فرقة ركبت على متن السفينة وسلكت سبيل المؤمنين، وفرقة أوت إلى الجبل ليعصمها من الطوفان فكانت من الغارقين، فصاروا لذلك حزب إبليس.
والعجب ممن يريد بيانا أصرح مما سمعنا في اتباع العترة والاقتداء بأبناء محمد نبي الله صلى الله عليه وآله! وأي تأويل يجوز به اتباع غيرهم من بني آدم؟! وهل عاقبة المتأولين بعد ذلك