المعصومان؟!... ".
نعم، يجب ألا يختلف المعصومان أبدا، لأن المعصوم بعيد عن الباطل وواقف على الحق. والحق - كما هو معروف - واحد لا يختلف، فما يدركه المعصوم من الحق في المسألة الواحدة هو نفس الحق الذي يدركه المعصوم الآخر منها، ولعدم اختلاف الحق لا يختلف المعصومان، فهل كان لأبي بكر أو عمر تلك العصمة؟
على أن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبر أبا بكر بالإحداث - كما مر عليك - فقال له: " لا أدري ما تحدثون بعدي "، فالنبي كان يعلم أن أبا بكر ومن معه سيحدثون أمرا في الدين، فهل من المعقول أن يأمر بعد ذلك بالاقتداء به على الوجه الذي رأيت؟!
ولأبي بكر موقف مشهور مع بضعة النبي (صلى الله عليه وآله) وبنته البتول، أدى موقفه ذاك إلى إغضابها وإسخاطها!
وأما عمر فله مواقف مع النبي (صلى الله عليه وآله) عدة، وستمر عليك مواقف الشيخين هذه إن شاء الله عاجلا.
فالحديث هو من صنائع بني أمية، وهو من تلك الأحاديث التي وضعت في مقابل ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من اتباع العترة الطاهرة.
ذكر المدائني: " كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته... " (1)، فسد الباب أمام فضائل أهل البيت، وانفتح لفضائل غيرهم بلا ريب وإن لم توجد. وهذا الحديث من تلك.
من هي الزهراء؟
الزهراء هي فاطمة البتول، بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، وهي زوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهي أم الحسن والحسين (عليهما السلام).
فأبوها هو سيد الأنبياء على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
وأمها أول من آمن على البسيطة بنبي الله الكريم، وكانت أحب نسائه إليه بلا مراء.