الظنونا)؟! " (1) فقال المسلمون: " صدق الله ورسوله، والله يا نبي الله ما فكرنا فيما فكرت فيه، ولأنت أعلم بالله وبأمره منا " (2).
إقرأ مرة أخرى عزيزي القارئ خطاب ذلك الرجل لنبي الله العظيم، عندما قرأ عليه عليهم السلام (إنا فتحنا لك فتحا مبينا): " ما هذا بفتح... ". وأنت قد علمت أن الذي كانت له الجرأة على رسول الله، وكان دائما لا يخشى في الحق لومة لائم، والذي كان متصدرا الاعتراض على النبي صلى الله عليه وآله يوم الصلح... إنما عمر بن الخطاب. فمن يا ترى ذلك الرجل الذي اضطر الراوي إخفاء اسمه، ذلك الرجل الشجاع الذي لا يخشى لومة لائم، فقال رادا على النبي صلى الله عليه وآله: " ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت، وصد هدينا... "؟! من هو يا ترى؟! لعل هناك فاروقا آخر لا نعلمه!
عمر وصلاة النبي على ابن أبي المنافق من المواقف العمرية التي كان يرى فيها تناقض أفعال النبي صلى الله عليه وآله مع القرآن:
موقفه من النبي صلى الله عليه وآله عندما عزم أن يصلي على جثمان ابن أبي بن أبي سلول.
يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب: " لما توفي ابن أبي جاء ابنه فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه، وقال له: إذا فرغت منه فآذنا. فلما فرغ منه آذنه به، فجاء [صلى الله عليه وآله] ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال له: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال لك: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) (3)؟!
فاعتراض عمر على النبي صلى الله عليه وآله في هذه الواقعة صريح لا يقبل التأويل، وادعاء الاجتهاد في هذه المسألة يثير السخرية ممن يدعيه، وممن ينسب هذا التصرف العمري إلى غيرته الدينية..
.