أقول: فالعجب من أحمد يقول هذا وهو مع ذلك يروي الحديث عن زكريا، عن أبي إسحاق في " المسند " كما عرفت، وفي " الفضائل " (1)!
نعم، رواه لا عن هذا الطريق، لكنه عن ابن عباس، عن العباس، فقال مرة: " حدثنا يحيى بن آدم "، وأخرى: " حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم "، عن قيس بن الربيع، عن عبد الله بن أبي السفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن العباس بن عبد المطلب: " أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال في مرضه: " مروا أبا بكر يصلي بالناس، فخرج أبو بكر، فكبر، ووجد النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم راحته فخرج يهادى بين رجلين، فلما رآه أبو بكر تأخر، فأشار إليه النبي: مكانك. ثم جلس رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلى جنب أبي بكر، فاقترأ من المكان الذي بلغ أبو بكر من السورة " (2).
لكن مداره على قيس بن الربيع الذي أورده البخاري في الضعفاء (3).
وكذا النسائي (4).
وابن حبان في المجروحين (5).
وضعفه غير واحد، بل عن أحمد أنه تركه الناس، بل عن يحيى بن معين تكذيبه (6).
حديث عبد الله بن مسعود أما الحديث المذكور عن عبد الله بن مسعود، فأخرجه النسائي، ورواه الهيثمي وقال: " رواه أحمد وأبو يعلى ".