9 - الإمام محمد بن علي عليه السلام ولد في ليلة التاسع عشر من رمضان سنة 195 للهجرة في بغداد، وعاصر خلافتي المأمون والمعتصم. وأشهر ألقابه الجواد والتقي ودامت إمامته لسبعة عشر عاما ".
وقد أثارت مسألة انتقال الإمامة إلى الإمام محمد الجواد جدلا " كثيرا " بسبب صغر سنه حين تسلمه الإمامة، حيث كان عمره عند وفاة والده الإمام علي الرضا عليه السلام ثماني سنوات أو عشر حسب اختلاف الروايات. ويذكر بعض المؤرخين أن الشيعة حاروا واضطربوا ووقع بينهم الخلاف والانقسام بسبب هذا الحدث (1). وبالرغم من ذلك، فإن أغلب الشيعة قبلوا إمامته واحتجوا كما يذكر الشيخ المفيد وهو من أعظم علماء الشيعة الكبار في القرن الرابع الهجري بأن كمال العقل لا يستنكر لحجج الله تعالى مع صغر السن لقوله تعالى بشأن عيسى عليه السلام: (قالوا كيف نكلم من كان في المهدي صبيا، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ") [مريم / 29 - 30]. وبقوله تعالى بشأن يحيى عليه السلام:
(وآتيناه الحكم صبيا ") [مريم / 12]، إلى قوله: وإذا كان الأمر على ما ذكرناه من تخصيص الله تعالى حججه، بطل ما تعلق به هؤلاء القوم، على أنهم إن أقروا بظهور المعجزات على الأئمة وخرق العادة لهم، وفيهم بطل أصلهم الذي اعتمدوا عليه في إنكار إمامة الجواد عليه السلام (2). وتكررت هذه الحالة بشأن الإمام علي الهادي وهو عاشر الأئمة، وآخرهم الإمام محمد المهدي عليه السلام.
وقد اقتضت الضرورة عند الموالين للمزيد من البحث والتحري بما يخص إمامة الجواد عليه السلام، فاقدموا على اختباره في مواقف وحالات متعددة حتى تحقق لهم الاطمئنان بغزارة علمه وأهليته، ولم يرفض إمامته