أو ظلمه ظلما بينا كان جزاؤه أن يعتق الحاكم عليه ذلك العبد، وقد روى ابن عمر عن الرسول قوله: من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته عتقه.
ويروي ابن سعد في الطبقات (1) أن عبدا روميا اسمه الأزرق خرج مع عبيد آخرين إلى الرسول يوم الطائف وشكوا ظلم سادتهم فأعتقهم رسول الله.
وسار المسلمون على هذا في عصور مختلفة، فقد روي أن زنباغا أبا روح ابن زنباغ الشهير، عاقب عبدا له على خطأ ارتكبه العبد، فقسا عليه، فشكا العبد للرسول فأعتقه الرسول. وأنزل رجل عقابا قاسيا على أمة فأعتقها عمر وأوجعه ضربا (2).
وعمل بذلك أيضا باي تونس سنة 1262 ه (1845 م) وكان جريئا فيما عمل، فقد رأى أغلب المالكين لا يحسنون معاملة الأرقاء، فاتخذ قرارا بتحرير الأرقاء جميعا ووافق رئيس الفتوى في تونس على ذلك (3).
ونختم هذا البحث بجملة لباحث مسلم تحدث قليلا عن معاملة الإسلام للرقيق ثم قال: على هذا المنوال عالج الإسلام قضية الرق من ناحيتها العملية إلى أن يجد لها حلا من ناحيتها الدولية، وفي هذا الجانب وحده كانت مراعاة الإسلام لواقع الأمر في البشرية يوم جاءها، وبعد أن جاءها لم يعد لعهد الرق وجود في الوطن الإسلامي لأن معالم عهد الرق وخصائصه قد بهتت في الحياة الاجتماعية الواقعية بحكم تعاليم الإسلام في معاملة الأرقاء الذين قضت الضرورة