مسائل خلافية حار فيها أهل السنة - الشيخ علي آل محسن - الصفحة ١٤
يتعاطى بعد ذلك ما لا يحل (1).
أقول:
1 - يرد هذا القول وسائر أقوالهم ما رواه القوم عن سفينة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : الخلافة ثلاثون سنة، ثم تكون بعد ذلك ملكا (2).
ولأجل هذا صرحوا بأن الخلافة عندهم منحصرة في أربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي استنادا إلى هذا الحديث، أو خمسة بضميمة عمر بن عبد العزيز (3)، فكيف صار غير هؤلاء خلفاء مع أن الحديث نص على أن ما بعد ثلاثين سنة لا تكون خلافة، بل يكون ملك.
وفي سنن الترمذي: قال سعيد: فقلت له [أي لسفينة راوي الحديث]:

(١) المصدر السابق ٦ / ٥٢١.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه ٤ / ٢١١ ح ٤٦٤٦، ٤٦٤٧، والترمذي في سننه ٤ / ٥٠٣ وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٩ / ٤٨، والحاكم في المستدرك ٣ / 71، 145، وأحمد في المسند 5 / 220، 221، والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 342 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3 / 879، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1 / 742 ح 459، ونقل تصحيحه عن الحاكم والذهبي وابن حبان وابن حجر وابن جرير الطبري وابن تيمية، ونقل عنه اعتماد الإمام أحمد عليه، وأنه متفق عليه بين الفقهاء وعلماء السنة. ورد الألباني على من ضعف الحديث كابن خلدون في تاريخه، وأبي بكر بن العربي في العواصم من القواصم، ثم قال: فقد تبين بوضوح سلامة الحديث من علة قادحة في سنده، وأنه صحيح محتج به.
(3) قال السيوطي في تاريخ الخلفاء، ص 183: عمر بن عبد العزيز بن مروان، الخليفة الصالح أبو حفص، خامس الخلفاء الراشدين. وقال الذهبي في كتابه العبر 1 / 91: في رجب [سنة إحدى ومائة] توفي الإمام العادل أمير المؤمنين وخامس الخلفاء الراشدين أبو حفص عمر بن عبد العزيز. وأخرج أبو داود في سننه 4 / 207: عن سفيان الثوري أنه قال: الخلفاء خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست