ورأت فاطمة ما صنع عمر فصرخت وولولت (1) واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم (2) على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله (3).
وذكر ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276 ه في تأريخه الإمامة والسياسة ج 1 ص 12 ط مصر مطبعة مصطفى محمد تحت عنوان (كيف كانت بيعه علي كرم الله وجهه): إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار على فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة، فقال وإن...
رأيت أيها القارئ الكريم كيف أبدى عمر بجرأة وصلافة قاسية استخفافه بآل البيت وعدم اكتراثه بفاطمة بنت رسول صلى الله عليه وآله خاصة مع علمه بقول الرسول صلى الله عليه وآله فيها: فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله كما مر عليك ذلك وعلمه أيضا بقوله تعالى (والذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) أهذا هو جزاء الرسول وأجره على الرسالة الذي فرضه الله على المسلمين في قوله (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) إن يسيئ إلى فاطمة هذه الإساءة القاسية؟ ألم تكن فاطمة عليها السلام من قربى الرسول