كذبوا على الشيعة - السيد محمد الرضي الرضوي - الصفحة ٥٢
الحلق شجا (1) أرى تراثي نهبا (2) حتى مضى الأول لسبيله (3) فأدلى بها (4) إلى ابن الخطاب بعده (ثم تمثل بقول الأعشى) (5).
شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر (6) فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته (7) إذ عقدها الآخر بعد وفاته (8)
(1) شجا: هو ما يعترض في الحلق كما يصبر من غص بأمر فهو يكابد الخنق (2) كنى عن الخلافة بالتراث وهو الموروث من المال.
(3) مضى لسبيله مات، والسبيل: الطريق.
(4) من أدليت الدلو في البئر أرسلتها.
(5) الأعشى الكبير أعشى قيس.
(6) كان حيان نديم الأعشى وكان صاحب شراب ومعاقرة خمر. قال ابن أبي الحديد يقول أمير المؤمنين (ع): شتان بين يومي في الخلافة مع ما انتقض علي من الأمر ومنيت به من انتشار الحبل واضطراب أركان الخلافة وبين يوم عمر حيث وليها على قاعدة ممهدة وأركان ثابتة وسكون شامل، فانتظم أمره وأطرد حاله وسكنت أيامه.
(7) قال أبو بكر على ما جاء في حياة الصحابة للكاندهلوي ج 2 ص 22:
يا أيها الناس إني قد أقلتكم رأيكم، إني لست بخيركم فبايعوا خيركم... إلا أن لي شيطانا يعتريني، فإذا رأيتموني قد غضبت فاجتنبوني...
(8) قال ابن أبي الحديد في ج 1 من شرح نهج البلاغة ص 55: أحضر أبو بكر عثمان وهو يجود بنفسه فأمره أن يكتب عهدا وقال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد به عبد الله بن عثمان إلى المسلمين ثم أما بعد، ثم أغمي عليه وكتب عثمان: قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب. وأفاق أبو بكر فقال: إقرأ فقرأ فكبر أبو بكر وسر، وقال أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي، قال:
نعم قال جزاك الله عن الإسلام وأهله، وأمر أن يقرأ على الناس...
الرضوي: إنما سر أبو بكر بصنع عثمان لأنه طابق إرادته فإنه أراد أن يأمره بكتابه اسم عمر في عهده فغشي عليه، ولما أفاق من غشيته ورأى أن عثمان سبقه إلى ذلك سره فعله فدعا له بالخير له. وإنما بادر عثمان في كتابة اسم عمر في عهد أبي بكر قبل أن يأمر بذلك تمهيدا لأمر الخلافة له من بعد عمر، وقد حقق له ذلك عمر فجعل عند وفاته الخلافة شورى في ستة وأمرهم عند حصول الاختلاف بينهم بالانحياز إلى جانب عبد الرحمن ابن عوف صهر عثمان كي ينال عثمان الخلافة بهذا الشكل المزور، فأبو بكر أمضى الوصية إلى عمر، وعمر ساقها إلى عثمان لكن باسم الشورى. ولو لم يكن عثمان طامعا في الخلافة لما بادر في تسجيل اسم عمر في العهد ولصبر حتى يفيق أبو بكر من غشيته ويأمره بكتابة اسم من هو يريده لكنه خاف أن يموت فيها فتفلت حينئذ الخلافة التي يتمناها من يده.