" الكذاب " (1) عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يقاتل في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل إن شاء الله. فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهم إلا امرأة واحدة، فجائت بشق رجل، وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون.
هذه واحدة من أكاذيب أبي هريرة التي احتفل بها مسلم وسجلها في صحيحه، وإلى القارئ النبيل شواهد على كذبها وافتعالها على رسول الله صلى الله عليه وآله فنقول أولا: ليس من أخلاق نبينا صلى الله عليه وآله الفاضلة وصفاته الكريمة أن يروي في حديثه شيئا فيه انتقاص أحد فضلا أن يكون ذلك الإنسان نبي من أنبياء الله تعالى وأصفيائه وهو صلى الله عليه وآله ذو الخلق العظيم.
ثانيا: يستحيل أن يمتنع النبي سليمان (ع) عن قبول قول إن شاء الله لو فرضنا أنه لم يقله هو في حديثه.
ثالثا: إن الليلة الواحدة لا تسع لأن يطوف الإنسان فيها على تسعين امرأة ويقضي من كل واحدة منهن وطره.
رابعا: إن الشهوة الجنسية لا تبلغ بالرجل لأن يجامع تسعين امرأة في ليلة واحدة مهما كان شبقا لو فرضنا اتساع الزمان لذلك.