السنة وأهلها وأجهلهم بها وأكثرهم مخالفة لها من سائر الفرق، فإن قال أحد من الناس فيهم إنهم شر من اليهود والنصارى فقد صدق في قوله، وإن أقسم بالله تعالى على ذلك بر يمينه، إذ الدليل على كذبهم في انتحالهم السنة قائم أنهم يخالفون السنة عامدين، إن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن الكذب وحذر منه أبلغ تحذير، وعد الكاذب من المنافقين وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم على ما روى عنه صلى الله عليه وآله مسلم بن الحجاج في صحيحه كما مر عليك في مقدمه هذا الكتاب وقوله تعالى أيضا يؤيده (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) (1) وقال سبحانه (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) وهؤلاء القوم يتحرون الكذب على الشيعة غير متأثمين بذلك ولا متحرجين فلم ينتهوا إلى نهي النبي صلى الله عليه وآله عن الكذب في سنته ولا إلى زجر الله عنه في كتابه، وكتابنا هذا هو رد على أكاذيبهم ودحض لأباطيلهم مدعم بالأدلة من كتبهم. فمن وصفهم الله ورسوله بالكتاب والسنة بصفة المنافقين فلا شك أنهم شر من اليهود والنصارى، المغضوب عليهم ولا الضالين، حيث إن المنافقين هم في الدرك الأسفل من النار، كما قال الله تعالى عنهم في كتابه الكريم.
وقد اقتدى هؤلاء القوم في مخالفتهم للسنة بقادة دينهم، ممن لهم الصدارة عندهم في دينهم، فهذا الأستاذ خالد محمد خالد السني يقول في كتابه (الديموقراطية أبدا) صفحة 155 الطبعة الثالثة عام 1958 المطبعة العمومية بدمشق:
لقد ترك عمر بن الخطاب النصوص الدينية المقدسة من القرآن