المخلب الأول منه للمخلب الثاني حتى تحتوي الإنسان وتصبح السمة البارزة لشخصيته والدوافع الأساسية المحركة له.
وهنا يظهر دور صفة التنزه التي ينميها الالتزام بالتطهر الدائم للصلاة، كما يظهر دور النزعة العقلية التي ينميها الخشوع اليومي أمام الله، فإن مجتمعا يلتزم بالانضباط أمام الخالق في فترات يومه ويدلي بين يديه بالشهادة ويتحمل مسؤولية الاستقامة على منهجه ويعفر جبينه على الأرض خاشع الضمير لهو أقرب من أي مجتمع آخر إلى التعفف الجنسي والخلقي وأبعد عن الانغماس في دوامة الجنس وقباحة الخلق.
والقسم الثاني من الفحشاء هو البخل، ومنشؤه الروح الفردية التي تنمو في نفس الإنسان فتدفع به إلى الحرص وتمنعه العطاء.
ويظهر هنا ما لشعور الانتماء إلى جماعة المصلين من أثر في نهي الإنسان عن فاحشة البخل فلا شئ أنفع في معالجة النزعة الفردية الخطيرة من تنمية النزعة المجموعية وتطوير مفهوم الذات لدى الفرد ليتسع لمصالح وأهداف الجماعة بل وإيثارها.
وللصلاة في ذلك دورها الكبير حيث تسهم إسهاما رائعا في إنشاء التجمع البشري الموحد تحت لواء الله تعالى وفي طريقه.
وسيتضح ذلك بالتفصيل في بحث (التجمع للصلاة) وبحث (المعطيات الاجتماعية للصلاة) إن شاء الله.