من أبرز ما في الصلاة أنها توجب الالتزام بالتطهر اليومي، تطهير الثياب والبدن من النجاسات ومن حدث الجنابة. وشعور الإنسان بالتزامه في حياته بالتطهر مفهوم ينمي فيه ضمير النزاهة والترفع عن كثير من أمور الحياة.
ومن أبرز ما في الصلاة أنها توجب في نفس الإنسان شعوره بالالتزام طوال حياته بالوقوف بين يدي الله تعالى. ومفهوم الارتباط بالله تعالى مدى الحياة وبالحضور اليومي بين يديه ينمي في الإنسان النزعة العقلية نزعة الموضوعية والجد في الأمور ونزعة الخشوع للخالق سبحانه.
ومن أبرز ما في الصلاة شعور المصلي بالانتماء إلى جماعة المصلين في العالم وعلى الأخص إلى من يلتقي بهم ويؤدي صلاته معهم في المساجد. ومفهوم الانتماء إلى الجماعة والشعور بالشخصية الكلية بدل الفردية ينمي في الإنسان غريزة حب الناس وغريزة الايثار. وواضح أن هذه الغرائز من المقومات الأساسية لإنسانية الإنسان.
أما وجه تخصيص الصلاة بالنهي عن الفحشاء والتي سبق تحديد معناها القرآني بالمحرمات الجنسية وشراسة اللسان والبخل فهو يدل على أن فائدة الصلاة هي بالدرجة الأولى للنهي عن هذه المنكرات السلوكية الخاصة وبالدرجة الثانية النهي عن عموم المنكرات.
ويمكننا بهذا الخصوص أن نلحظ حالة المصلين عامة ونقارنها بغيرهم من الذين يشابهونهم في الظروف الحياتية لنجد أن نسبة الفواحش في المصلين منخفضة إلى حد كبير عن نسبتها في غيرهم، أو نلحظ حالة أناس لم يكونوا من المصلين ثم أصبحوا من المصلين لنجد الفارق الكبير بين ما كانوا يرتكبون من الفواحش قبل الالتزام بالصلاة وبعده.
كما يمكننا أن نقسم المعنى القرآني للفحشاء إلى قسمين: القسم الأول الفحش الجنسي واللساني، وإنما جعلناهما قسما واحدا لأنهما من واد واحد فمنشؤهما الذي هو الاندفاع الغريزي وعدم الحياء يكاد يكون واحدا كما أن الترابط السلوكي بينهما ملحوظ. ومن طبيعة هذه الفواحش أنها تستغرق الإنسان وتطبع بطابعها تصوراته الذهنية وسلوكه اليومي، أنها كالأخطبوط يمهد