تنتهي إلى ألوان من الالتزامات المبسطة والمعقدة تبعا للظروف التي تحبط بها والأفكار التي تنمو في أوساطها.
وما دام الالتزام بنظام في السلوك هو نداء الفطرة ونداء الحياة من حول الإنسان فإن الإسلام بتوقيته للصلاة اليومية يلبي هذا النداء ويضع نشاط الإنسان اليومي في إطار عبادة تعلم الإنسان الانتظام الجاد الحيوي، وتعطي نفسه الاستقرار بعيدا عن انضباط التقاليد المملول، أو انضباط الأنظمة المادية الظالمة.
وفي النظام المقنع الواعي استقرار النفس واطمئنانها. فالنفس إن فقدت هذا الاطمئنان فليس إلا الأعراض الرهيبة تنتابها من كل جانب وتهدد كيانها.
من أصح ما وصفت به حضارة الجاهلية الغربية أنها حضارة الرعب والقلق، فقد نقل الغربيون إلى مجتمعاتهم كل مخاوف الحضارة اليونانية التي تصور حياة الإنسان صراعا مع الطبيعة، وزادوا عليها مخاوف الظلم الاجتماعي في مجتمعاتهم وخارجها، وزادوا عليها مخاوف الوسائل التدميرية الهائلة التي أنتجوها. حتى أصبح إنسان هذه الحضارة يعيش العداء والخوف من الطبيعة المحيطة به، ومن الناس الذين حوله، ومن التكنولوجيا التي بين يديه، ومن المجهول الذي أمامه.
لقد تمكن الرعب والقلق من إنسان الحضارة الغربية وفقد لؤلؤة الاطمئنان من محارة نفسه. لقد أصبح أمله في أن يسكن الكواكب البعيدة أملا قريبا، ولكن أمله في أن تطمئن نفسه التي بين جنبيه لا زال بعيدا بعيدا.
إنه لا أقدر من الإسلام على إهداء اللؤلؤة المفقودة إلى الأنفس القلقة.
يقوم الإسلام أولا بتطمين الناس عقيديا فيقدم لهم مفهومه السعيد الفريد عن الوجود وعن موقعهم المطمئن فيه وليس هذا مجال استعراض مدى الطمأنينة والموضوعية في مفهوم الإسلام هذا . ثم يضع لهم فريضة الصلاة التي تجعل من الاطمئنان حقيقة يتعاملون