في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر " (1).
وعن علي بن الحسين (عليهما السلام) عن آبائه عن رسول الله قال: " يا عباد الله ان آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره، رأى النور ولم يتبين الأشباح فقال: يا رب ما هذه الأنوار؟
قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح " (2).
* أقول: وبهذا تبين انهم حول العرش كانوا يعبدون الله بأنوارهم وأرواحهم وأشباحهم وأبدانهم.
وفي الكافي الشريف قال الإمام الصادق (عليه السلام): " ان الله خلقنا من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فاسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا " (3).
الهدف من خلق أهل البيت (عليهم السلام) في الزيارة الجامعة: " خلقكم الله أنوار... ثم من علينا بكم... ".
مما لا شك ان الهدف من خلق كل البشرية هو توحيد الله وعبادته، وبما أن الممكنات متفاوتة، جعل الله العالم والجاهل منهم، ليرجع الجاهل إلى العالم ويتعلم منه هداية الله وسبل الرشاد.
ولكن لم يكن هذا القدر بالكافي لتتميم العبودية الحقيقية وربطها بالألوهية الوحدانية، وذلك للبون الشاسع بين العبد المظلم الذي يعيش في الماديات، وبين نور الله المطلق الخالص من كل مادة ونقص، فكان لا بد من وسائط تستطيع ان تلتقي بجانب المادة وبجانب النور، تتأثر وتؤثر، فكان أهل البيت (عليهم السلام).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): " نحن وديعة الله في عباده " (4).