يبصر وسمعه الذي به يسمع وقدرته التي بها يفعل وعلمه الذي به يعلم ووجوده الذي به يوجد، فصار العارف حينئذ متخلقا بأخلاق الله في الحقيقة (1).
إذا هناك شروط لابد ان تتوفر في صاحب الولاية قبل أن يضفي الله عليه ولايته التكوينية، وبحسب استعدادات ذلك الولي وفنائه في الله يوسع له الله تعالى في حدود ولايته، فمنهم من يستطيع ان ينقل عرش بلقيس، ومنهم من يعطيه احياء طير، ومنهم من يعطيه ايجاد الطعام.
وسوف يأتي ان منهم من يمنحه طي الأرض، والتي هي أقل من نقل عرش بلقيس لأنه إضافة إلى طي الأرض منحه الله جمع الأمكنة ونقل بعضها.
وبعضهم يمنحه الله تعالى احياء الأموات وتحويل التراب إلى ذهب وهكذا.
وعليه فلا بد من البحث عن استعدادات أهل البيت (عليهم السلام) لتلقي ولاية الله التكوينية، ومدى تعلقهم بالله تعالى.
قال الإمام الخميني (قدس سره): فالسالك إذا تجلى له ربه بكل اسم اسم، وتحقق بمقام كل اسم خاص، صار قلبه قابلا للتجلي بالاسم الجامع الذي فيه كل الشؤونات وتمام الجبروت والسلطان بالوحدة الجمعية والكثرة في الوحدة أولا، وبالكثرة التفصيلية والبقاء بعد الفناء والوحدة في الكثرة ثانيا.
ولم يتفق لاحد من أهل السلوك وأصحاب المعرفة بحقيقته إلا لنبينا الأكرم والرسول المكرم ولأوليائه (عليهم السلام) الذين اقتبسوا العلم والمعرفة من مشكاته والسلوك والطريقة من مصباح ذاته وصفاته (2).
وقال الحكيم السبزواري: اعلم أن جميع الأنبياء والرسل من آدم إلى عيسى (عليهم السلام) مظهر من مظاهر خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله)، وجميع الأوصياء والأولياء مظهر من مظاهر سيد الأولياء علي (عليه السلام)، لقوله (صلى الله عليه وآله):
" بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا " (3).