" الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه " (1).
ويضرب لذلك مثالا المرآة، فإنها عندما تعكس صورة الشخص فليس الصورة المعكوسة في عرض الشخص ولا في طوله، انما هي بالدقة تدل على الشخص، وآية عليه وعلامة، فليس لها شئ ذاتي مستقل ولا عرضي من نفسها، انما كل الصورة هو من الشخص، فهي مظهرا ومتجلا لصاحبها.
فكذلك الولي الحقيقي لله تعالى، فعند تصرفه بالأمر التكويني فهو يعكس قدرة الحق تعالى ويظهر عظمته وقدرته، ويجلي أمره التكويني.
قال تعالى مخاطبا نبيه الأعظم: * (لتحكم بين الناس بما أراك الله) * (2).
فرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الحاكم، ولكن ليس بالاستقلال ولا بطول حاكمية الله تعالى، بل حكمه مظهرا لحكم الله تعالى، ومن خلال حكمه (صلى الله عليه وآله) بين الناس يتجلى حكم الله، وتتجلى حاكمية الله من خلال إعمال حاكمية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).
وفي الحديث: " من الحي القيوم الذي لا يموت إلى الحي القيوم الذي لا يموت ".
فحياة الانسان مظهرا لحياة الله تعالى.
قال الحكيم السبزواري: ثم المراد من الحي بحياة الأول والقيوم بقيوميته، لا الذي لا يكون شيئا بحيال نفسه إذ لا تشريك في امر الله الواحد القهار (3).
وقال: كذلك فعل زيد مع كونه فعله فعل الله (4).
ومراده تبيين الامر بين امرين، ونفي الجبر والتفويض، فحقيقة الامر بين امرين هي نسبة الفعل للانسان في عين نسبته للحق تعالى: * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * ففي عين انه رمى نفى عنه الله الرمي وأثبته الله تعالى لنفسه، فالمعنى ان رميك ليس رميا حقيقيا انما هو رمي ظلي، والرامي الحقيقي هو الله تعالى، وهذا