الاعتصام بالكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٥٩
حرموا الصدقة بعده (1).
3 - روى المحدثون عن النبي الأكرم أنه قال: " إنما مثل أهل بيتي في أمتي، كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " (2).
فشبه - صلوات الله عليه وآله - أهل بيته بسفينة نوح في أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ أصوله وفروعه منهم نجا من عذاب النار، ومن تخلف عنهم كان كمن آوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله غير أن ذاك غرق في الماء وهذا في الحميم.
فإذا كانت هذه منزلة علماء أهل البيت * (فأنى تصرفون) *؟
يقول ابن حجر في صواعقه: " ووجه تشبيههم بالسفينة: أن من أحبهم وعظمهم، شكرا لنعمة مشرفهم وأخذا بهدي علمائهم، نجا من ظلمة المخالفات.
ومن تخلف عن ذلك، غرق في بحر كفر النعم، وهلك في مفاوز الطغيان " (3).

١ - لاحظ فيما نقلناه من الأحاديث، جامع الأصول: ١ / ١٠٠ - ١٠٣ الفصل الثالث، من الباب الرابع.
٢ - الحاكم: المستدرك: ج ٢ / ١٥١، السيوطي: الخصائص الكبرى: ٢ / ٢٦٦ وللحديث طرق ومسانيد كثيرة من أراد الوقوف عليها، فعليه بتعاليق إحقاق الحق: ٩ / 270 - 293.
3 - الصواعق: 191 الباب 11. يقول سيدنا شرف الدين في مراجعاته:
إلا أني مسائل ابن حجر أنه إذا كان هذا مقام أهل البيت، فلماذا لم يأخذ هو بهدي أئمتهم في شئ من فروع الدين وعقائده، ولا في شئ من علوم السنة والكتاب ولا في شئ من الأخلاق والسلوك والآداب؟ ولماذا تخلف عنهم، فأغرق نفسه في بحار كفر النعم، وأهلكها في مفاوز الطغيان؟!.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 » »»
الفهرست