وذكرها الفقيه علي بن يوسف الحلي (1) وذكر الخبر كاملا الفقيه العلامة ابن فهد الحلي (قدس سره) (2).
أقول: المستفاد من هذ الرواية أن المزوج لها عمها ورقة بن نوفل بخلاف الروايات المتقدمة والآتية أن والدها هو المزوج لها ولا منافاة بينهما لاحتمال وقوع العقد مرتين ويكون وكيلا من أبيها (عليها السلام) كما صرح في الخبر.
ويؤيد وقوعه مرتين ما ذكره الفقيه أسد الله الدزفولي: وتكلم أبو طالب وقال أحببت أن يشركك عمها فقال عمها اشهدوا علي يا معاشر قريش إني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد (3) وبالجملة لا تنافي بين الإثباتين كما ذكر في محله من الأصول.
وبعبارة أجلى ليس في الأخبار أنه في وقت وزمان واحد وقع هذا العقد حتى لا يعقل في آن واحد وقوعه مرتين فتحصل المنافاة بين الأخبار فلاحظ.
وفي البحار: قال أبو الحسن البكري في كتاب الأنوار: مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما بمنزل خديجة بنت خويلد وهي جالسة في ملأ من نسائها وجواريها وخدمها وكان عندها حبر من أحبار اليهود، فلما مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر إليه ذلك الحبر وقال: يا خديجة اعلمي أنه قد مر الآن ببابك شاب حدث السن فأمري من يأتي به، فأرسلت إليه جارية من جواريها. وقالت: يا سيدي، مولاتي تطلبك.
فأقبل ودخل منزل خديجة. فقالت: أيها الحبر هذا الذي أشرت إليه؟