منهما أربعمائة عبد وأمة، وخطبها أبو جهل بن هشام وأبو سفيان، وخديجة لا ترغب في واحد منهم.
وكان قد تولع قلبها بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما سمعت من الأحبار والرهبان والكهان وما يذكرونه من الدلالات وما رأت قريش من الآيات.
فكانت تقول: سعدت من تكون لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قرينة فإنه يزين صاحبه.
وازداد بها الوجد ولج بها الشوق فبعثت إلى عمها ورقة ابن نوفل فقالت له: يا عم أريد أن أتزوج وما أدري بمن يكون وقد أكثر علي الناس وقلبي لا يقبل منهم أحدا.
فقال لها ورقة: يا خديجة ألا أعلمك بحديث غريب وأمر عجيب؟
قالت: وما هو يا عم؟
قال: عندي كتاب من عهد عيسى (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه طلاسم وعزائم أعزم بها على ماء وتأخذينه وتغسلين به ثم أكتب كتابا فيه كلمات من الزبور وكلمات من الإنجيل فتضعيه تحت رأسك عند النوم وأنت على فراشك ملتفة بثيابك فإن الذي يكون زوجك يأتيك في منامك حتى تعرفيه باسمه وكنيته.
فقالت: أفعل يا عم.
قال: حبا وكرامة، وكتب الكتاب وأعطاها إياها، وفعلت ما أمرت به ونامت، فرأت كأن قد جاء إليها رجل لا بالطويل الشاهق ولا بالقصير اللاذق، أدعج العينين، أزج الحاجبين، أحور المقلتين، عقيقي الشفتين، مورد الخدين، أزهر اللون، مليح الكون، معتدل القامة، تظله الغمامة، بين كتفيه