النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم فوجده مهموما.
فقال: ما لي أراك يا عم مهموما؟
فقال: يا بن أخي إعلم أنه لا مال لنا وقد اشتد الزمان علينا وليس لنا مادة وأنا قد كبرت وضعف جسمي وقل ما بيدي وأريد أن أنزل إلى ضريحي وأريد أن أرى لك زوجة تسر قلبي يا ولدي لتسكن إليها ومعيشة يرجع نفعها إليك.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما عندك يا عم من الرأي.
قال: إعلم يا بن أخي أن هذه خديجة بنت خويلد قد انتفع بمالها أكثر الناس وهي تعطي مالها سائر من يسألها التجارة ويسافرون به، فهل لك يا بن أخي أن تمضي معي إليها ونسألها أن تعطيك مالا تتجر فيه.
فقال نعم، قم إليها وافعل ما بدا لك.
قال أبو الحسن البكري: لما اجتمع بنو عبد المطلب قال أبو طالب لإخوته: إمضوا بنا إلى دار خديجة بنت خويلد حتى نسألها أن تعطي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) مالا يتجر به، فقاموا من وقتهم وساعتهم وساروا إلى دار خديجة وكان لخديجة دار واسعة تسع أهل مكة جميعا، وقد جعلت أعلاها قبة من الحرير الأزرق وقد رقمت في جوانبها صفة الشمس والقمر والنجوم وقد ربطته من حبال الإبريسم وأوتاد من الفولاذ، وكانت قد تزوجت برجلين أحدهما اسمه أبو شهاب وهو عمرو الكندي والثاني اسمه عتيق بن عائذ، فلما ماتا خطبها عقبة بن أبي معيط والصلت بن أبي يهاب فكان لكل واحد