وتحقيق المطلب بنحو الاختصار لا ما ذهب إليه الجواهر تام ولا ما أفاده سيدنا الأستاذ أيضا، وذلك لما ثبت في محله أن قول اللغوي ليس حجة ولا يعتمد عليه في الحكم وسيدنا الأستاذ لا يقبل هذا كما تعلمنا منه هذا وكتبنا له ذلك إلا أن يفيد الاطمئنان. وهذا مطلب آخر بل الصحيح إن العرف يفهم من واو العاطفة أنها للجمع مثلا لو قال المولى لعبده جئني بزيد وعمر أو أكرم زيد وعمر يفهم العبد والعرف أن الواو للجمع والاشتراك لا الترتيب إلا أن تقوم قرينة كلامية داخلية أو خارجية على خلاف ذلك.
وأما قول اللغويين إنها استعملت في القرآن أكثر من مرة غير تام لأنه أعم من الحقيقة والمجاز والتفصيل موكول إلى محله فالعرف هكذا يفهم وهو محكم في المفاهيم وتعريف الألفاظ.
وفي المقام يعني الآية الشريفة قامت القرينة على الترتيب توضيح ذلك أن بحسب الطبع الأولي للإنسان إلا ما شذ وندر في هذه المقامات أو في مقام التأديب لأولاده أولا بالكلام وبعد يكون بالضرب يعني من الأخف إلى الأقوى أو الأشد.
وهذا الطبع الأولي للإنسان يكون قرينة خارجية صارفة من الجمع للترتيب.
وبعبارة واضحة في مثل هذه الأمور يفهم العرف من الخطابات القرآنية وغيرها أنه لا بد من الترتيب لأنه بحسب الطبع هكذا والذي يؤيد المدعى ما ذكره الرازي في تفسيره للآية قال: