الأخرى وقد علمت أن مريم اختلف في نبوتها فإن كانت نبية فهي أفضل وإن لم تكن نبية فالأقرب أنها أفضل لذكرها في القرآن وشهادته بصديقيتها.
وأما بقية الأزواج فلا يبلغن هذه الرتبة وإن كن خير نساء الأمة بعد هؤلاء الثلاث وهن مقاربات في الفضل لا يعلم حقيقة ذلك إلا الله تعالى لكنا نعلم لحفصة بنت عمر من الفضائل كثيرا فما أشبه أن تكون هي بعد عائشة.
إلى أن قال المحدث الشامي قلت وحاصل الكلام السابق إن السبكي اختار أن السيدة فاطمة أفضل من أمها وأن أمها أفضل من عائشة.... (1).
أقول: مع قطع النظر عن النصوص الواردة عن الفريقين بأفضلية المعصومة الطاهرة الزهراء وأمها خديجة وهذا من الواضحات الأولية.
أقول: إن باب المقايسة عندهم ليس فيه إنصاف وفيه تعصب فما معنى كلام البعض بأن عائشة أفضل من خديجة وليت شعري بأي شئ أفضل منها؟ بعباداتها؟ أو بأخلاقها؟ أو بمحاربتها سيد الوصيين؟.
ولكن استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وراجع كتاب المراجعات الذي أشرت إليه قريبا ولا وجه للإعادة.
وأما قوله فالأقرب إنها أفضل لذكرها في القرآن وشهادته بصديقيتها.
أقول: ما أسخف هذا الدليل وما يترتب عليه من لوازم فاسدة وخلاف