المحافظة على هذه القاعدة الكلامية القطعية والضرورية في المذهب الشيعي أعلى الله براهينه، فإذا كان هناك شئ من رواية أو غير ذلك يحاول المس من هذه القاعدة العقلية الضرورية والشرعية فلا بد من طرحه وتأويله وهذه اللابدية عقلية وبعبارة مختصرة وواضحة هذا أصل كلامي عقلي إعتقادي ولا بد من التحفظ عليه مهما كلف الأمر.
إذا عرفت ذلك فنقول: إذا سلمنا ما يقوله المجلسي وغيره كالإربلي قدس سرهما فهذا معناه أن خديجة (عليها السلام) سبقت الإمام والمعصوم (عليه السلام) في الدخول في الإسلام وكان (عليه السلام) متأخرا عنها وهذا يستوجب أن تكون أفضل منه في هذا المورد فقط وهو الدخول في الإسلام لأن معنى الأفضلية هو المسابقة إلى هذا الفعل وبعبارة واضحة نفس السبق يكون فضيلة للسابق على غيره وبعبارة أخرى إن مسألة فضل السابق على المسبوق برهانية إذ السابق عندما يدخل في الإسلام سوف يحصل على ثواب كثير مضافا إلى قيامه بواجبات الإسلام يحصل له ثواب أيضا مع أن المتأخر بعد وإلى الآن لم يحصل على هذا الثواب، ففي هذا الآن وفي هذا الزمان السابق له ثواب وهذا ليس له فمعناه هذا أفضل من ذلك في هذا الوقت، فإذا دخل في الإسلام حينئذ يحصل الثواب وعند قيامه بالواجبات الإسلامية يحصل أيضا على الثواب ولكن مع المقارنة والمقايسة بينهما يكون الأول أكثر ثوابا من الثاني لقيام الأول بأعمال وواجبات إسلامية كثيرة وأكثر من الثاني المتأخر فالأول أكثر ثوابا مثلا.