أن هذا ليس حكما عقليا غير قابل للتخصيص وبعبارة واضحة ليست الأفضلية هنا بحكم العقل حتى لا يمكن تخصيصه بل بحكم الشارع كما يدعي المستشكل فإذا كان كذلك كما قال سيدنا الأستاذ السيد القمي دام ظله في بعض تعبيراته في مجلسه الشريف (إن باب التخصيص والتقيد مفتوح بكلا مصراعيه) فنخصص هذه الكلية بخصوص هذا الفرد وغيره ونقول: إلا خديجة سلام الله عليها ولهذا ورد بالنسبة إلى الصديقة (عليها السلام) لولا علي (عليه السلام) لما كان لها كفو أبدا وهذا أيضا مخصص لهذه الكلية كما أشرنا إليه.
الإيراد الثالث: إن هذا الخبر على فرض وجوده مخالف للوجدان وكل خبر إذا كان مخالفا للوجدان القطعي والعقل القطعي يرد علمه إلى أهله ولذا عندنا روايات متعددة تقول إن شهر رمضان لا ينقص عن الثلاثين يوما ولكن الفقهاء ومنهم السيد الخوئي (قدس سره) لم يعمل بها لمخالفتها للوجدان وما هو الواقع في الخارج فلا بد من رد علمها إلى أهلها وهناك شواهد أخر تدل على المدعى والتفصيل موكول إلى محله في الفقه فراجع.
وإجمال المطلب إن إبلاغ السلام من الله تعالى لا يحصل إلا إلى أشخاص معدودين بعدد الأصابع كسلمان وأبو ذر وعمار وأمثالهم.
وبعبارة أخرى أن إبلاغ السلام لا يكون إلا لمن تكون رتبته قريبة من رتبة المعصوم ونحن تفحصنا فوجدنا أن لسلمان المحمدي رضوان الله عليه هذه الفضيلة العظيمة فقد ورد في بعض الأخبار كما في البحار عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا أعرابي