العقب في ذريتك فإني لم أقطع العلم ولا الإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم وذلك قول الله: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} وإن الله جل وتعالى لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب ولا إلى نبي مرسل ولكنه أرسل رسلا من ملائكته فقال له: كذا وكذا، فأمرهم بما يحب ونهاهم عما يكره فوض عليه أمر خلقه بعلمه فعلم ذلك العلم وعلم أنبيائه وأصفيائه من الأنبياء والأعوان والذرية التي بعضها من بعض فذلك قول الله: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}، فأما الكتاب فهو النبوة وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء، وأما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة في الصفوة وكل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقية وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا وللعلماء وبولاة الأمر الاستنباط للعلم والهداية (1).
4 - الصدوق: بإسناده إلى محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) - في حديث طويل - يقول فيه (عليه السلام): فلما قضى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبوته واستكملت أيامه أوحى الله عز وجل إليه: أن يا محمد، قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإني لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم وذلك قوله عز وجل: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض