الحال فكم من غليل (1) معتلج (2) بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين، والسلام عليكما سلام مودع، لا قال ولا سئم، فإن انصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.
واها واها والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا (3) ولأعولت أعوال (4) الثكلى على جليل الرزية فبعين الله (5) تدفن ابنتك سرا، وتهضم حقها ويمنع إرثها، ولم يتباعد العهد، ولم يخلق منك الذكر، وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك (6) يا رسول الله أحسن العزاء، صلى الله عليك، وعليها السلام والرضوان (7).
7 - الشيخ المفيد والطوسي: المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن القاسم بن محمد الرازي، عن علي ابن محمد الهرمرازي (8) عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين (عليه السلام) قال:
لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحدا بمرضها، ففعل ذلك.
وكان يمرضها بنفسه، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس - رحمها الله - على استسرار بذلك كما وصت به، فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولى أمرها، ويدفنها ليلا ويعفى قبرها، فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها،