شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٦ - الصفحة ٢٢٣
(لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته).
وفيما أخرجه ابن ماجة في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كنا نلقى قريشا وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم؟
والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني.
وفي رواية أخرى عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ما بال أقوام إذا جلس إليهم أحد من أهل بيتي قطعوا حديثهم؟
والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتي].
وأخرج الطبراني في معجمه، والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[من سره أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي).
وأخرج الطبراني، وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا:
أن يثبت قائمكم، ويعلم جاهلكم، ويهدي ضالكم.
وسألته أن يجعلكم جوداء، نجداء، رحماء.
فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام، وصلى وصام، ثم مات وهو مبغض لآل بيت محمد صلى الله عليه وسلم، دخل النار).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى باب علي رضي الله عنه أربعين صباحا بعد ما دخل على فاطمة فقال:
السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته:
(اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض).
وعن علي أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط شملة فجلس عليها وهو وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمجامعه فعقد عليهم ثم قال:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
وأخرج الإمام أحمد في مسند والبيهقي في السنن عن عائشة أنها قالت:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه [مرط] مرحل من شعر أسود، فجلس فأتت فاطمة فأدخلها فيه، ثم جاء علي فأدخله فيه، ثم جاء حسن فأدخله فيه، ثم جاء حسين فأدخله فيه، ثم قال:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وعن أم سلمة أنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم، إن عليا وفاطمة بالسدة.
فقال لها: قومي فتنحي لي عن أهل بيتي؟
قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي وفاطمة، ومعهما الحسن والحسين، وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه، وفاطمة باليد الأخرى، فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدق عليهما خمصة سوداء فقال:
(اللهم إليك لا إلى النار، اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي).
فقلت: وأنا يا رسول الله؟ فقال: وأنت.
ورواه الحاكم مختصرا، وفيه أنه أرسل إلى حسن وحسين وعلي وفاطمة فانتزع كساءه عني فألقاه عليهم وقال:
(اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
وروي بألفاظ متعددة، ففي لفظ لأبي يعلى أنه وضع يديه على الكساء فقال:
(- اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد، قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه وقال إنك على خير).
وفي لفظ لأبي يعلى أنه قال:
(اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
وأخرج الحافظ العراقي عن عطية العوفي أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قوله عز وجل:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) الآية:
فأخبره أنها أنزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي وفاطمة والحسن والحسين، رضي الله عنهم.
ويعلق قتادة رضي الله عنه على هذه الآية فيقول:
هم أهل بيت طهرهم الله من السوء واختصهم برحمته.
وحدث الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
(نحن أهل بيت، طهرهم الله، من شجرة النبوة، وموضعا لرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، معدن العلم).
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلملفاطمة رضي الله عنها:
نبينا خير الأنبياء وهو أبوك.
وشهيدنا خير الشهداء، وهو عم أبيك حمزة.
ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء، وهو ابن عم أبيك جعفر.
ومنا سبطا هذه الأمة: الحسن والحسين، وهما ابناك ومنا المهدي) ا ه.
وأخرج الحافظ العراقي وأبو يعلى عن علي رضي الله عنه أنه قال:
(خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة فباع علي درعا له وبعض ما باع من متاعه فبلغ أربعمائة وثمانين درهما، فأمره النبي أن يجعل ثلثيه في الطيب، وثلثه في الثياب، ومج في جرة من ماء، وأمرهم أن يغتسلوا به، وأمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها،