شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٦ - الصفحة ٢٢٣
الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون).
ذلك: أن الله سبحانه وتعالى مدح وأثنى على أهل البيت والأولياء في القرآن الكريم، بقوله تعالى:
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت).
ويقول سبحانه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
ويقول تعالى:
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
ويقول سبحانه:
(لهم ما يشاءون عند ربهم).
ورسول الله صلى الله عليه وسلم، حث كثيرا على حبهم، ورغب أكثر في تقديرهم واحترامهم، كما أنذر ورهب من بغضهم، وخوف وتوعد من كراهتهم وعدم محبتهم.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر جملة من الأحاديث الشريفة، الثابتة الصحيحة، التي تبين لنا بوضوح واضح، مكانة آل البيت، وما لهم من فضل وولاء، وتقدير واحترام.
أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بسنده، عن أم سلمة قالت:
في بيتي نزلت:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وعن أبي بكر رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، ارقبوا محمدا في أهل بيته).
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده، عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يا بني عبد المطلب، إني سألت الله لكم ثلاثا).
(أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم).
(وسألت الله: أن يجعلكم جوداء، نجداء، رحماء).
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير، وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي بسنده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم)؟
(والذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني).
وعن واثلة رضي الله عنه فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اللهم إنك جعلت صلواتك، ورحمتك، ومغفرتك، ورضوانك، على إبراهيم وآل إبراهيم.
اللهم إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلواتك، ورحمتك، ومغفرتك، ورضوانك، علي وعليهم) يعني عليا وفاطمة وحسنا وحسينا.
وأخرج ابن عساكر، والحاكم في المستدرك، على شرط البخاري ومسلم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع بسنده:
عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت بابنيها - الحسن والحسين رضي الله عنهما - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه فقالت:
(يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا)، قال:
(أما الحسن فقد نحلته حلمي وهيئتي، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي).
وأخرج أبو يعلى بإسناد جيد عن أم سلمة قالت:
(جاءت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متوركة الحسن والحسين في يدها برمة للحسن فيها سخين حتى أتت بها النبي صلى الله عليه وسلم فلما وضعتها قدامه قال:
أين أبو حسن؟ قالت: في البيت، فدعاه فجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين، يأكلون.
قالت أم سلمة وما سامني النبي صلى الله عليه وسلم، وما أكل طعاما وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم، تعني سامني دعاني إليه، فلما فرغ التف عليهم بثوبه ثم قال:
(اللهم عاد من عاداهم، ووال من والاهم).
وعن شداد بن عبد الله أبي عمار قال:
دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا رضي الله عنه، فلما قاموا قال:
ألا أخبركم بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى.
قال: أتيت فاطمة رضي الله عنها، أسألها عن علي قالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه حسن وحسين، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى عليه وسلم، ومعه حسن وحسين، وأخذ كل واحد منهما بيد، حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة، وأجلس حسنا وحسينا، كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو كسائه ثم تلا هذه الآية:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال:
(اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق).
أخرج الترمذي في سننه عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر:
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما).
وأخرج الترمذي في سننه، والحاكم في المستدرك على شرط البخاري ومسلم، وأقره الذهبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي).
وأخرج ابن عدي في الكامل، والديلمي في مسند الفردوس عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي).
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير، وأبو الشيخ، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي مرفوعا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: