وما عسى أن يكون هل هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا بثواب الأبرار، إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة وأكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله قوامين بأمر الله قطعوا محبتهم بمحبة الله ونظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم وتوحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك شئ واحفظ لله ما استرعاك من دينه وحكمته. رواه ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص نسخة الظاهرية بدمشق) قد مر الحديث في خوفه (ع) من الله قال: قال جابر الجعفي:
قال لي محمد بن علي فذكره وروى شطرا منه، العلامة أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 187 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء، ثنا سملة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا عبد الله بن عمر الواسطي، عن أبي الربيع الأعرج، ثنا شريك، عن جابر. قال: قاله لي محمد بن علي. يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلت به وارتحلت منه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ إنما هي مع أهل اللب والعالمين بالله تعالى كفئ الظلال، فاستحفظ ما استرعاك الله تعالى من دينه وحكمته.
ومن كلامه (ع) حين سمع عصافير يصحن:
تدري يا أبا حمزة ما يقلن؟ قلت: لا، قال: يسبحن ربي عز وجل