المسألة الأساسية في الكتاب التي نلفت القارئ إلى الاهتمام بها بصورة خاصة.
والبحث في المسألة الثانية، يتسلسل في حلقات خمس. ففي الحلقة الأولى نعرض المفاهيم الفلسفية المتصارعة في الميدان، وحدودها. ونقدم بعض الايضاحات عنها.
وفي الحلقة الثانية نتناول الديالكتيك، بصفته أشهر منطق ترتكز عليه المادية الحديثة اليوم، فندرسه دراسة موضوعية مفصلة بكل خطوطه العريضة، التي رسمها هيجل وكارل وماركس، الفيلسوفان الديالكتيكيان.
وفي الحلقة الثالثة ندرس مبدأ العلية وقوانينها التي تسيطر على العالم، وما تقدمه لنا من تفسير فلسفي شامل له، ونعالج عدة شكوك فلسفية، نشأت في ضوء التطورات العلمية الحديثة.
وننتقل بعد ذلك إلى الحلقة الرابعة المادة أو الله، وهو البحث في المرحلة النهائية من مراحل الصراع بين المادية والإلهية، لنصوغ مفهومنا الإلهي للعالم، في ضوء القوانين الفلسفية، وفي ضوء مختلف العلوم الطبيعة والانسانية.
وأما الحلقة الأخيرة، فندرس فيها مشكلة من أهم المشاكل الفلسفية، وهي الادراك، الذي يمثل ميدانا مهما من ميادين الصراع بين المادية والميتافيزيقية. وقد عولج البحث على أساس فلسفي، وفي ضوء مختلف العلوم ذات الصلة بالموضوع، من طبيعية وفسيولجية وسيكولوجية.
هذا هو الكتاب في مخطط اجمالي عام، تجده الآن بين يديك، نتيجة جهود متظافرة طيلة عشرة أشهر، أدب إلى اخراجه كما ترى وكل أملي أن يكون قد أدى شيئا من الرسالة المقدسة بأمان وإخلاص.
وأرجو من القارئ العزيز، أن يدرس بحوث الكتاب دراسة موضوعية، بكل إمعان وتدبر، تاركا الحكم له أو عليه، إلى ما يملك من المقاييس الفلسفية والعلمية الدقيقة، لا إلى الرغبة والعاطفة. ولا أحب له أن يطالع الكتاب، كما يطالع كتابا روائيا، أو لونا من ألوان الترف العقلي والأدبي.