المقام هو الافتخار والتفضيل بالنسب والقبائل لا الدين، لاشتراكهما في الإسلام، مع أن جعفرا سبقه حال كفر يقينا، لأنه أكبر من أمير المؤمنين عليه السلام بعشر سنين وأسلم عليه السلام وهو ابن عشر سنين - على المشهور -، فجعفر حين إسلام أمير المؤمنين عليه السلام كان ابن عشرين سنة ولم يسبقه (1) أحد في الإسلام، وأما سلمان فقد عرفت خلافه مضافا إلى ما مر من استظهار وصايته - بناء على مذهب الإمامية -، وقوله عليه السلام: (فصلوات الله على سلمان - الخ) صريح في تفضيل سلمان على جعفر، وإن مقام جعفر هو الطيران مع الملائكة لا ربط له بمقام سلمان، وهذا ظاهر عند من له أدنى دراية بطرق المحاورات وأساليب الكلام.
وفي الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام: (ألا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله - إلى أن قال: - إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وإن أفضل الرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي، (ألا) وإن أفضل الأوصياء وصي محمد عليه وآله السلام، ألا أو إن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء، ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب) (2).
وفيه عن الصادق عليه السلام أنه: (إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح (صلى الله عليه) أول من يدعى (به) فيقال له:
هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أن قال: - فيقول: يا جعفر! يا حمزة! إذهبا واشهدا له إنه قد بلغ، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء (عليهم السلام) بما بلغوا - الخبر) (3).
وفي تفسير فرات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إني أعطى يوم القيامة أربعة ألوية، فلواء الحمد بيدي، وأدفع لواء التكبير إلى حمزة وأوجهه