نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ٣٤٠
محمد بن جرير الطبري الشيعي (1) - كما يظهر من صدر جملة من أسانيده -، قال في أول معجزات أمير المؤمنين عليه السلام: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن زكريا، عن أبي المعافا، عن وكيع، عن زاذان، عن سلمان، قال:
(كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام، ونحن نذكر شيئا من معجزاتك، قال عليه السلام:
أفعل، ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم عليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء، ونادى: يا قنبر! أخرج إلي ذلك الفرس، فأخرج فرسا أغر (2) أدهم، فقال لي: اركب يا أبا عبد الله، قال سلمان: فركبت فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبيه، فصاح به الإمام عليه السلام، فتحلق بالهواء، وكنت أسمع خفيق أجنحة الملائكة تحت العرش (3)، ثم حضرنا إلى ساحل بحر عجاج مغطمط الأمواج، فنظر إليه الإمام شزرا، فسكن البحر، فقلت: يا سيدي! سكن البحر من غليانه من نظرك إليه، فقال عليه السلام: يا سلمان!
خشي أن آمر فيه بأمر، ثم قبض عليه السلام على يدي وسار على وجه الماء، والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد، فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل، فعبرنا إلى ذلك البحر ووقعنا إلى جزيرة كثيرة الأشجار والأثمار والأطيار والنهار، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر، بل ورد وزهر (4)، فهزها بقضيب كان في يده فانشقت وخرج منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، وعرضها أربعون ذراعا، وخلفها قلوص (5)، فقال لي: أدن منها واشرب من لبنها، فدنوت وشربت

(١) المعروف بهذا الإسلام فردان من العلماء الكبار، أحدهما من مجتهدي أهل السنة وصاحب كتاب التفسير والتاريخ المشهور وثانيهما المترجم له الذي كان وجها من وجوه الإمامية وعينا من عيونهم صاحب كتاب الإيضاح والمسترشد ودلائل الإمامة، توفي رحمه الله سنة 390 وله حينئذ 87 سنة (2) آخر (خ ل).
(3) الفرس (خ ل).
(4) بل بلا ورد وزهر (الظاهر)، وفي البحار: بلا صدع ولا زهر، أقول: الزهر: نور النبات.
القلوص من الإبل: أول ما يركب من إناثها.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست